DXN |
من لطائف علم التسويق، وقواعده المهمة أنْ تجعل المستهلكين هم الذين يبحثون عنك وعن منتجاتك، لا أنْ تبحث أنت عَنِ المستهلكين، وهذه مِنْ أهم ميزات المسوق الناجح، ليس لأنه يطبق هذه القاعدة فحسب؛ بل لما تتمتع به منتجاته مِنْ جودة وثقة مِنْ جانب المستهلكين؛ فلا شك أن مجرد قوة المسوِّق في تسويقه ليست دليلاً على نجاحه؛ فالمنتج هو الذي سيلاقي القبول وتنشأ حوله شبكات المستهلكين، وإن كان للأمرين ترابط وثيق، ولا ينفك أحدهما عن الآخر!
وقد رأيتُ كثيرًا مِنَ المسوقين لا يتفطنّون لهذه القاعدة التسويقية، وكان مِنْ شأن عَدَمِ إلمامهم بمعرفة هذه القاعدة الذكية عَدَمُ تقدمهم في التسويق والمبيعات، فَمِنَ المعلوم أن نجاح المسوقين يُقاس بمدى معرفتهم بقواعد التسويق وأسسه التي لا تقبل الجَدَل.
وحتى يُفهَمَ قصدي مِنْ هذا المقال حول هذه القاعدة التسويقية؛ فسأقدم مثالاً لحالات كثيرة مِنَ المسوقين عاينتُها بنفسي، وهذا المثال الآتي وإن لم يكن قصة واقعية؛ فهو في الحقيقة يصف بعض الحالات التي تمر عليّ بشكل يومي أو أسبوعي!
إليكم المثال المستنبط مِنْ واقع بعض المسوقين
أحد المسوقين المبتدِئينَ في عالم التسويق؛ أراد خَوضَ التجربة في هذا العالم الرائع؛ وكان مِنْ حسن حظه حصوله على وكالة؛ يستطيع من خلالها بيعَ منتجٍ عالمي مِنَ (الأغذية التكميلية)، وهذا المنتج حاصِلٌ على شهادات عديدة في الجودة والتميز، وهُنالِكَ أبحاثٌ علمية تؤكد فوائده المتعددة لجسم الإنسان.
فلذلك أزداد حماس هذا المسوق على القيام بتسويق هذا المنتج؛ وخطَّطَ ليبيع منه (مائَةَ علبة) في الشهر الواحد؛ وبدأ بالتسويق بالفعل، وأصبحَ يَتَحدث مع الناس عن هذا المنتج، وأخبَرَ كل مَنْ يعرِفُ بأنَّ لديه منتجًا قويًا؛ ولكنَّه تفاجأ حِينَ لم يستطع إلا بيعَ (خَمسَ عُلب) منه، فبدأ يظنُّ أنّ الناس لا يحتاجون لهذا المنتج ولا يرغبون به، وأنّ هذا المنتج لا يمكن بيعه في بلده، بل وظنّ أن المنتج ليس كما قيل عنه مِنَ القوة والفوائد!!
ولكنْ في حقيقة الأمر؛ فإن هذا المسوِّق قَد غفل عن تلك القاعدة الذكية (لا تبحث عن المستهلكين، وإنما ليبحثِ المستلهكونَ عنكَ وعَنْ مُنتَجِك)! نعم؛ بالفعل فهذا واقع أُعَايِنُه كثيرًا؛ فكثير مِنَ المسوقين الذين أعرفهم لديهم قدرات عجيبة في الاقناع والتأثير؛ ومع ذلك فإنّ مبيعاتهم غير مرضية أبداً!
هذه توجيهات مهمة للمسوقين؛ ليبحث عنهم المستهلكون
1. أيها المسوق عليك أولاً أنْ تتوكل على الله؛ ثم ثَقِّفْ نفسك حول منتجاتك وخدماتك، فـ (فاقد الشيء لا يعطيه)؛ وحين تكون مثقفًا حول منتجاتك ونوع خدماتك؛ فحينها سيبحث عنك المستهلكون!
2. كُن لبقًا في التعامل، وكُن حَسَنَ الأخلاق، فالإحسان وحُسن الخلق لهما أثر عجيب في النجاح التسويقي؛ وحين تكون صاحب أخلاقٍ وتعاملٍ حَسَنٍ؛ فحينها سيبحث عنك المستهلكون!
3. فلتكن لديك أدلة وإثباتات تثبت قوة المنتج؛ سواء في موقع، أو في ملف، أو في مقطع مرئي (فيديو)؛ وحين تكون لديك تلك الإثباتات؛ فحينها سيبحث عنك المستهلكون!
4. ليكن لديك موقع تكتبت فيه معلومات حول منتجاتك وخدماتك؛ وحين تفعل ذلك؛ فحينها سيبحث عنك المستهلكون!
5. تفنّن في تطبيق التسويق الفيروسي؛ وهو (تقنية تسويقية تستَغِلُّ الشبكات الاجتماعية؛ بالاعتماد على عملية التناسخ الفيروسي؛ بما يشبه تناسخ الفيروسات في المجال الحيوي وفي عالم الحاسوب والإنترنت. حيث يقوم مَنْ يستلم الإعلان بتمريره طواعية إلى جميع مَنْ يعرفهم لما يجد في الإعلان مِنْ طرافة أو تَمَيُّزٍ). وحين تَتَفنَّنُ في تطبيق التسويق الفيروسي؛ فحينها سيبحث عنك المستهلكون!
6. تميز عن غيرك، وكن منفردًا؛ فالمستهلكون أذكياء، وهم دائمًا يبحثون عن الأفضل، وحين تكون متميزًا؛ فحينها سيبحث عنك المستهلكون!
7. التزم الصدق، والصراحة، والدقة، وكن رزينًا، ووَقُورًا، ومهيبًا؛ وطبق كافة أخلاقيات العمل؛ وحين تكون مطبقًا لأخلاقيات العمل؛ فحينها سيبحث عنك المستهلكون!
ليست هناك تعليقات