سبيرولينا |
الـ (سبيرولينا) تلك (العشبة البحرية)؛ ما هي سوىَ نوعاً مِنَ (الطحالب الخضراء)؛ وقد باتت مشتهرة في أوساط المهتمين بـ (الغذاء الصحي)؛ وهي كما يسمِّيهِ بعضُ أولئك المهتمين (منقذ العالم مِنَ الجوع) و (محارب سوء التغذية)!
وللوهلة الأولى لسماعي لعبارة (منقذ العالم من الجوع) كنتُ قد استغربتُ من إطلاق هذه العبارة المضخَّمة؛ والتي تسبِّبُ تضخيمًا وتجسميًا لهذه (الطُّحلبة)؛ ممَّا جعل كمًّا كبيرًا من (علامات الاستفهام والتعجُّب) تدور في مخيِّلتي!
ولكِنْ لعدم قناعتي إلا بالبحث والتحري والسؤال والاستقصاء؛ فقد خلُصتُ إلى نتائج مُبهِرة، واتَّضح لي أنّها (الغذاء الصحي المتكامل)، والتي قد أوْدَعَ فيها ربنا المعبود - سبحانه وتعالى - أسرارًا مِن بعض أسراره؛ وأعود فأقول (أسرارًا) وليس (سرًّا) واحدًا فحسب؛ فأسرار هذه الـ (سبيرولينا) عظيمة ونتائجها مبهرة، ودُونَ كلِّ راغب بالحقائق البحثُ والتَّقصِّي؛ فـ (إنَّما شِفاءُ العيِّ السؤالُ). وفيما سيأتي بعضٌ مما خلصتُ إليه من خلال البحث والتجارب
علاقة الأمم المتحدة بالـ (سبيرولينا)
انشأت الأمم المتحدة موقعًا خاصًا ( WWW.IIMSAM.ORG ) يُعنى بطحالب (سبيرولينا)، وفي هذا الموقع سيجد القارئ المعلومات الكافية للقناعة حول هذه (الطحلبة البحرية) إلا أنَّ التجربة خير برهان وهي الدليل الأكبر لفائدة طحالب (سبيرولينا)؛ وهذه بعض تصريحات (الأمم المتحدة)، و (منظمة الصحة العالمية) حول سبيرولينا:
1. أعلن مؤتمر الأمم المتحدة العالمي للأغذية؛ لعام (1974) أنها أفضل غذاء للمستقبل.
2. بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية؛ فإنّ (سبيرولينا) تمثِّل غذاءً مهمًا لأسباب متعددة: غنية بالحديد والبروتين، وبالإمكان إعطاؤها للأطفال دون أي خطر؛ ونحن في منظّمة الصحة العالمية ننظر بأنها غذاء مناسب للغاية.
3. هناك حاجة لكل من الحكومات الوطنية، والمنظَّمات الحكومية الدولية؛ لإعادة تقييم إمكانات سبيرولينا لتوفير الأمن الغذائي والاحتياجات الخاصة بها، وكذلك كأداةٍ لجهود الاستجابة لحالات الطوارئ والتنمية في الخارج.
الجدوى الفعلية للاستفادة من طحلب (سبيرولينا)
هذا السؤال مهم للغاية؛ وأهمُّ منه معرفة أحوالنا الصحية المُزرِيَة التي أصبحنا نتقلّب فيها ليل نهار، حيث أصبح غذاؤنا ملوّثًا بأنواع الموادِّ الكيماوية، وأصبحت رائحة الماء الذي نشربه فوّاحة بـ (الكُلور)، وغير ذلك من المواد الكيماوية التي أضيفت لأجل التصفية - زعموا - ! بل حتى الهواء الذي نستنشقه أصبح ملوّثًا بالدخان الخارج من عوادم السيارات أو المصانع؛ إلخ..
دعونا نقرب (مِجهَر الرَّصْدِ والتحري) إلى داخل بيوتنا
فَمِنَ الصباح الباكر، ومنذ الاستيقاظ يشرب أحدنا مِنَ الماء الذي أصبح عديم (المعادن) ومليئا بالمواد الكيمائية - وأقلها الكلور، وبعدها يفطر مِنَ البيض الذي حُقِنَتْ دجاجته كمًّا هائلاً من الهرمونات لإنتاج كميات كبيرة من البيض! أو مِنَ الجبن المليء بالمواد الحافظة، أما الغداء؛ فيكون دجاجة حُقِنَت بالهرمونات لتنتفخ خلال شهر حتى تصبح كبيرة الحجم في فترة وجيزة!
وكذلك الحال بالنسبة للخبز الذي نأكله، والرز الذي لا يفارقنا أبدًا، والمشروبات الغازية أصبحت بديلاً للماء، والحلويات والنشويات أصبحت تزين موائد الطعام!
في الحقيقة هذه حالٌ صحية يُرثى لَها؛ فَكُلُّ ذلك يدل على انعدام الغذاء الصحي المفيد لجسم الإنسان؛ وهل من الممكن للجسم أن يكون قويًا وصاحبه لا يأكل الغذاء الصحي؛ للأسف فهذا واقع نعيشه!
فقر الغذاء؛ أم سوء التغذية؟!
لسنا نعاني من الفقر في الغذاء، بل التُّخمة هي أكبر الأدواء في هذا الزمن، صحيح أنّ هنالك أناسًا يموتون في العالم في بعض المجاعات؛ ولكن الأغرب من ذلك أن هنالك أناسًا يموتون من التُّخمة والسُّمنة!!
وبحسب التقارير الواردة من (الأمم المتحدة) و (منظمة الصحة العالمية)؛ فإنَّ التحدي الحقيقي في هذا الزمن هو تحدي محاربة (سوء التغذية) أكثر مِنَ (المجاعات)، ونقص الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية الأساسية.
إذن فالغذاء متوفر؛ ولكن لا تتوفر فيه الفيتامينات والبروتينات والأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم؛ وكل غذاء كان عديم تلك؛ فهو غذاء غير صحي، و وجوده كعدمه!
لذلك كان من المهم أن يزداد الإهتمام بهذه العُشبة البحرية السهلة الزراعة والتناول؛ ذاتِ الفوائد العظيمة التي لا توجد إلى الآن في شيء من الأغذية في هذا الزمن!
طحالب (سبيرولينا) ومحاربة سوء التغذية
في إحدى تقارير الأمم المتحدة جاءت إثباتات كثيرة حول فوائد طحالب (سبيرولينا) وأنها تمنح الجسم فوائد صحية كثيرة للأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، وأنها مُهمَّة لتغذية الرَّضيع؛ فهي مصدر الغذاء الوحيد، باستثناء حليب الأم، الذي يحتوي على كميات كبيرة من الأحماض الدهنية الأساسية (GLA) والتي تساعد على تنظيم النظام الهرموني بأكمله.
والصورة التالية من موقع (منظمة إمسام) التابعة للأمم المتحدة، وهي تثبتُ فائدة طحالب (سبيرولينا) لسوء التغذية لطفل رضيع، ولمدة (90) يومًا فقط!
وصية من الأمم المتحدة
(ملعقة واحدة) يوميًا يمكن أن تقضي على فقر الحديد في الدم، ونقص المعادن الأكثر شيوعًا، (سبيرولينا) هي الغذاء البروتيني الأكثر سهولة للهضم، وهي مهمة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، والذين لم تَعُدْ أمعاؤهم قادرة على امتصاص العناصر الغذائية بشكل فعَّال.
وقد أظهرت الدراسات السريرية أنها تساعد على إعادة بناء الحياة النباتية في الأمعاء السليمة، وإن هذه الفوائد الصحية جعلتها غذاءً ممتازًا للإنتعاش السريع للأطفال من أمراض سوء التغذية ذات الصلة (بسوء التغذية) في المكسيك، توغو، رومانيا، الصين، رواندا، زائير، الهند، أوكرانيا، بلاروسيا.
تجارب باستخدام (سبيرولينا)
ما كنتُ لأتردد يومًا باستخدام طحالب (سبيرولينا) مع معرفتي لكل ما سبق ذكره في هذا المقال؛ فقد رأيتُ أني أنا الشخص الأول المخاطَبُ باستخدام طحالب (سبيرولينا) فالإنسان يُبصر جسمه ويعرف حاجته التي تنقصه، فاستفدت منها كثيرًا خصوصًا في مشاكل ضعف الجسم، وقد رأيتُ آثارًا ما كنتُ لأتردد من إثباتها باستخدامي لهذه العُشبة البحرية العظيمة الفوائد.
ولو شئتُ لأثبتُّ كثيرًا من التجارب التي مرَّت علي في المنزل أو مع الأصدقاء الذين وصفتُ لهم، ولكنِّي أخشى أن يطول المقال ولا يقصر! ولذا فسأذكر بعض تلك الفوائد التي جربتها على نفسي وبعض معارفي بتعداد سريع:
1. سوء التغذية، وضعف الجسم.
2. آلام الركب والمفاصل لكبار السنِّ.
3. زيادة الوزن وتخسيسه.
4. جفاف وقلة الحليب لدى المرأة المرضع.
5. تقوية المناعة.
6. هشاشة العظام.
7. بديل غذائي لمرضى السكري.
والآن فإنَّ طحالب (إسبيرولينا) لا تفارق بيتي - بفضل الله -؛ فهي الغذاء الأول لي ولأبنائي، وفي كل صباح أعطيهم حباتٍ منها بحسب حاجة كل واحد وعمره، وأرى شخصيًا آثارها عليهم - ولله الحمد والمنة -.
(سبيرولينا) وتخسيس الوزن أو زيادته
من عجائب هذه الطحلبة أنها مفيدة للراغبين في تخسيس أوزانهم أو زيادتها، وذلك باستخدامها قبل الوجبات بساعة للراغبين بالتخسيس؛ وبعد الوجبات مباشرة للراغبين بزيادة الوزن.
وقد مررتُ بتجارب لأناس أعرفهم شخصيًا زادوا أوزانهم؛ وفي ذات الوقت لأناس آخرين استفادوا في تخسيس أوزانهم دون أن يحسّوا بالضعف الذي يرافق التخسيس! وكل ذلك مختلف بحسب قابلية جسم كل واحد منهم؛ فمنهم من استفاد في فترة وجيزة لم تتعدَّ الشهر، ومنهم من استفاد بعد شهرين أو ثلاثة أو أكثر!
أفضل طريقة لاستخدام طحالب (سبيرولينا)
من خلال البحث والسؤال والجلوس مع المتخصصين، أفضِّلُ أن يكون استخدام طحالب (سبيرولينا) بـ (المص) أو الـ (طحن) وخلطها في كوب من الماء وليس بـ (البلع)؛ فبذلك ستكون الفائدة أكبر، فالمعدة لن تتعب كثيرًا لمحاولة هضمها؛ فهي بذلك سوف تكون جاهزة للإمتصاص!
وقد وجدتُ بعد طحنها وخلطها في الماء وشربها أنّ الجسم يحس بالشبع بشكل سريع؛ وهذا ما لم أجده من البلع، فلذا كانت هذه الطريقة مفيدة للراغبين بتخسيس الوزن.
حقًا.. إن طحالب (سبيرولينا) هي الغذاء الدواء .. والدواء الغذاء، فلا تتردّد باستخدامها، فريال وقايةٍ خيرٌ مِن قِنطارِ عِلاجٍ.
ليست هناك تعليقات